مستقبل كلمات السر !!
لا أحد يحب كلمات السر، إذ عليك كمستخدم لعشرات البرامج والتطبيقات والمواقع الإلكترونية أن تختار كلمات سر معقدة، تتضمن رموز خاصة وحروف صغيرة وكبيرة وأرقام. وليس من الآمن أبدًا أن تكتب كلمات السر سواء على هاتفك المحمول أو الكمبيوتر أو أي جهاز يتصل بالإنترنت، أو حتى في دفتر ملاحظاتك بالرغم من أن هذا الاختيار أكثر أمانًا في حالة تأكدك أنه لن يقع في يد أحد غيرك. هذا وعليك أيضًا تذكر كلمات السر جميعها وتغييرها باستمرار، حتى أن بعض التطبيقات، مثل الحسابات البنكية، تجبرك على تغيير كلمة السر كل فترة محددة. كل تلك التعقيدات جعلت العالم يفكر بطريقة مختلفة لحماية حساباتك الإلكترونية خاصة مع التطور المرعب لبرامج الاختراقات، وإيجاد حلول بديلة أكثر سرية وأمان، ولكن أقل تعقيدًا.
بدائل كلمات السر
أعلنت شركة مايكروسوفت في مارس 2021 إمكانية تسجيل الدخول لكل حساباتها وخدماتها دون الحاجة لاستخدام كلمات السر، واستبدلت بذلك استخدام أحد تطبيقاتها لتسجيل الدخول؛ مثل: برنامج المصادقة «مايكروسوفت أوثنتيكاتور» Microsoft Authenticator، وتطبيق «ويندوز هالو» Windows Hello. وكلا البرنامجان يحتفظان بنسخة احتياطية من بيانات حساباتك التي تمكنك من الدخول إليها دون الحاجة إلى كتابة اسم المستخدم وكلمة السر، وفي المقابل يستخدم وسيلة أخرى لتأكيد دخولك؛ مثل: إرسال كود تأكيد على هاتفك المحمول أو بريدك الإلكتروني، أو باستخدام بصمة الإصبع، أو حتى بأدوات تعرف الوجه لتسجيل الدخول بأمان.
هل العالم بدون كلمات سر أكثر أمانًا؟
لم يكن الغرض الأساسي في الاستغناء عن كلمات السر تسهيل الأمر على المستخدم فحسب، ولكن تأمين الحسابات بشكل أقوى. فوجود كلمة سر ثابتة، وإن غُيرت باستمرار، إجراء غير آمن تمامًا ويمكن المخترقين بشكل أو بآخر اختراق حساباتك. ولكن هل استخدام الوسائل البديلة لتسجيل الدخول سيحقق الأمان المنشود؟
للأسف الإجابة «لا»؛ فبالرغم من أن هذه الحلول تبدو أكثر أمانًا، إلا أن التطور المذهل لأساليب الاختراق تمكن المخترقين من تتبع أكواد التأكيد وبصمات الأصابع وبرامج تعرف الوجه. ربما كان الأمر أكثر صعوبة من اختراق كلمات السر متكررة الاستخدام، ولكنه ليس مستحيلًا؛ مما يؤكد المبدأ الشهير عن الإنترنت، أنه «ليس المكان الآمن لبياناتك».
المصدر: مجلة كوكب العلم